
على كلّ القنوات التّلفزيّة، على كل الذّبذبات الإذاعية، على كلّ صفحات الصّحف الصفراء و حتّى تلك التّي ابيضّت ، خبر اليوم الذّي يتناقله الجميع: اليوم تفعيل صفقة تبادل الأسرى، أو بلغة اصحّ، عودة شاليط إلى دياره مقابل الإفراج عن أكثر من ألف أسير أو سجين فلسطيني...
لا احد يستطيع إنكار الفرحة بالعودة للدّيار. لا احد يستطيع عدم التّأثر لدمعة امّ أو زوجة أو ابنة أو أخت عند أول عناق بعد غياب طال.
لا أحد يستطيع أن ينكر اختلاجات تهزّ داخله عند سماع زغرودة فرح اللّقاء.
و لكن...
من أين جاءني هذا الإحساس بالمرارة في يوم خصّص للفرح؟
لماذا ينتابني إحساس بانّ لا شيء يفرح أو لا شيء يدعو للانشراح؟
لماذا لا أرى في الأمر ايّ نكهة انتصار؟
ألأنّ هؤلاء العائدين إلى ديارهم قضّوا أحلى سنوات عمرهم و راء القضبان؟ أم لأنّهم عادوا ليجدوا انّ لا شيء تغيّر؟
الأرض ما زالت مسلوبة، المستوطنات امتدّت على مئات الأميال و جدار يفصل الحلم و الأمل عن الواقع الذّي لم يزد الاّ مرارة و احتقان...
أهي مرارة الأمّ الثكلى التّي لم تواري ابنها التراب؟
هل هي الزّوجة التّي ترمّلت و هي بثوب الزفاف؟
هل هي البنت التّي لم تعرف أباها؟ لم تعانقه يوما؟ لم تفتح له الباب حاملة خفّه عندما يعود مساءا إلى الدّار؟ و لم تجد من يمسك يدها عندما زفّت لخيرة الرّجال؟
ام هو الابن الذي عاش وحيدا، تعلّم الألم وهو في ريعان الشّباب؟ لم يجد من يعلّمه كيف يحلق ذقنه كالرّجال؟ او يربّت على كتفه مفتخرا بشهادة الماجستير؟
هي مرارة لأطفال حملوا الحجارة، اعتقدوا أن اندفاعهم سيتجاوز لعب الكبار الذين يتاجرون بقضيّة لا يعرفون منها إلا الصّفقات... و أي صفقات؟
هو يوم يتساوى فيه الفرد بالألف، فما ارخص قيمة الإنسان... صفقة حرّرت ألفا نعم، لكنّهم سيعودون للسّجون بالآلاف...
هي صفقة أسلحة جديدة، حروب جديدة، و دماء أطفال تسكب على ارض لم ترتو بدماء أبنائها فتتركهم كلّ يوم للضياع...
فلتتعالى زغردات الفرح... فما احوجنا لاوهام الفرح
لا احد يستطيع إنكار الفرحة بالعودة للدّيار. لا احد يستطيع عدم التّأثر لدمعة امّ أو زوجة أو ابنة أو أخت عند أول عناق بعد غياب طال.
لا أحد يستطيع أن ينكر اختلاجات تهزّ داخله عند سماع زغرودة فرح اللّقاء.
و لكن...
من أين جاءني هذا الإحساس بالمرارة في يوم خصّص للفرح؟
لماذا ينتابني إحساس بانّ لا شيء يفرح أو لا شيء يدعو للانشراح؟
لماذا لا أرى في الأمر ايّ نكهة انتصار؟
ألأنّ هؤلاء العائدين إلى ديارهم قضّوا أحلى سنوات عمرهم و راء القضبان؟ أم لأنّهم عادوا ليجدوا انّ لا شيء تغيّر؟
الأرض ما زالت مسلوبة، المستوطنات امتدّت على مئات الأميال و جدار يفصل الحلم و الأمل عن الواقع الذّي لم يزد الاّ مرارة و احتقان...
أهي مرارة الأمّ الثكلى التّي لم تواري ابنها التراب؟
هل هي الزّوجة التّي ترمّلت و هي بثوب الزفاف؟
هل هي البنت التّي لم تعرف أباها؟ لم تعانقه يوما؟ لم تفتح له الباب حاملة خفّه عندما يعود مساءا إلى الدّار؟ و لم تجد من يمسك يدها عندما زفّت لخيرة الرّجال؟
ام هو الابن الذي عاش وحيدا، تعلّم الألم وهو في ريعان الشّباب؟ لم يجد من يعلّمه كيف يحلق ذقنه كالرّجال؟ او يربّت على كتفه مفتخرا بشهادة الماجستير؟
هي مرارة لأطفال حملوا الحجارة، اعتقدوا أن اندفاعهم سيتجاوز لعب الكبار الذين يتاجرون بقضيّة لا يعرفون منها إلا الصّفقات... و أي صفقات؟
هو يوم يتساوى فيه الفرد بالألف، فما ارخص قيمة الإنسان... صفقة حرّرت ألفا نعم، لكنّهم سيعودون للسّجون بالآلاف...
هي صفقة أسلحة جديدة، حروب جديدة، و دماء أطفال تسكب على ارض لم ترتو بدماء أبنائها فتتركهم كلّ يوم للضياع...
فلتتعالى زغردات الفرح... فما احوجنا لاوهام الفرح