lundi 13 juin 2011

أقلام و ألوان





طفلة كانت، تحمل حيث تذهب أقلامها، و دفترا لعدّة أوراق بيضاء اختلطت بأخرى لم يعد فيها مجال لجرّة قلم...
أوراق بيضاء كانت تملؤها برسومات... أو بالأحرى هي خربشات تصوّر بها ما يجول بخاطرها...
قبل أن تتعلّم الرّسم بالكلمات، كانت ترسم بالألوان...
قدرها أن يكون القلم رفيقها، صديقها، أنيس وحدة لازمتها منذ الصغر...
بعض الألوان اهترأت لكثرة الاستعمال...
الأصفر لشمس ترسل بشعاعها في شكل خطوط تنطلق من ركن ايمن لتملأ كلّ المجال...
الأزرق لبحر او لسماء، ترسمهما كما ترسم الصّفاء الذي لا تشوبه شائبة...
البحر عشق، و العشق كما البحر هدوء ثم زبد ثم هدوء لا نهاية له، يزاوج الأفق في لقاء بدون لقاء...
السّماء أمل، مناجاة، يداعب فيها القلم الأزرق نقاوة الصّفحة البيضاء، كما تلامس أنامل العاشق، برفق، ابتسامة على ثغر حبيب...
الأخضر حياة، عشب و أشجار، تراقص ريحا خفيت عن الأنظار، تصوّر إنبعاثا، أملا وانتظار إزهار...
الأحمر أقحوانة، غافلت سنابل القمح لتزين صفرتها ، و تشاركها تراتيل صلاتها، و تزين بالياقوت و المرجان بريقا صقله الصيف منبئا بحلول الحصاد...
الأحمر ابتسامة شفاه، لحظة صفاء، نداء للحب الى حد العشق، الى حدّ الذّوبان...
طفلة كانت، تلقي بأقلامها البيضاء، ماذا يفعل البياض لصفحة بيضاء؟
مجرد إكمال للعدد كان يعني لها، او ضرورة لتدرّج الألوان ، فمن الأبيض يكون الإنطلاق، وصولا لحلكة السّواد...

.......

تقدّمت السّنوات و تحوّل بياض صفحاتها الى سواد...
غدر و خيانات...
دموع و خيبات...
تعب و تهيّؤات...
فما أحوجها اليوم إلى أقلامها البيضاء، ترسم بها و لو خطّ أمل رفيع ينير كل السّواد...
لم تحتجها صغيرة فالقتها، و عندما احتاجتها اليوم لم تجدها، إذ ضاعت مع الأيّام و السنوات في سلّة المهملات...
فلم يبق للأوراق بياضها، و لم تبق من الأقلام الاّ السوداء...

.
بحثت في محافظها القديمة، طرقت أبواب الجيران ... سألت كلّ الأطفال...
أهدوها أقلامهم البيضاء... فكل ما حولهم ضياء...
رسمت في سواد الظلمة قمرا... منيرا، مشعّا، متألّقا رغم حلكة اللّيل و رهبة الظلام...
واحتفظت لأطفال يرسمون اليوم شمسا و بحرا و حقل أقحوان... ببعض البياض لأيّام لا تتمنّاها لهم بدون اقمار...
ظل قمرها و راء سحب الشتاء الحالكة...و ظلت تترقبه ككل الحالمات... ففصل الشتاء زائل و الربيع قادم...
سيزهر كما أزهر زهر الأقحوان... أو شقائق النعمان... ستشرق شمسها وتنير كما كانت تشعّ على كلّ الأرجاء

4 commentaires:

  1. j'ai beaucoup aimé le texte, et puis j'étais déçue par le libellé "délires"
    "واحتفظت لأطفال... ببعض البياض "
    j'ai lu en haut "Une femme qui n'a jamais pu grandir" voilà vous êtes encore fillette, vous devez garder la blancheur et les couleurs pour vous aussi:)

    RépondreSupprimer
  2. الظلمة لا تستمر و إن طال مكوثها
    والغد آت و إن ضل طريقه

    جميل تفاؤل طفلتك ، ليتها تسقيه كما نسقي النباتات، لأنه سيزهر يوما بإذن الله

    RépondreSupprimer
  3. @ Anonyme 1
    La vie est peinte de toutes les couleurs et même si les feuilles se chargent de noirceur, on n'a qu'à tourner la page, prendre une toute blanche... Même avec un crayon blanc on n'arrivera jamais à effacer la noirceur d'une page, mais juste le camoufler...

    RépondreSupprimer
  4. @ Anonyme 2
    الظلمة زائلة اذا لم تعشّش في الأذهان، يكفي ان نبحث عن النور فينا و في ما حولنا، نسقيه بالتّفاؤل و نزيل عنّا كلّ ما يمكن ان يعكر صفاه حتى نستطيع مواصلة مشوار الحياة

    RépondreSupprimer